الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة بعد انهزام الفريق الوطني: رسالة عاجلة الى وديع الجرئ

نشر في  17 نوفمبر 2018  (09:44)

انطفأت نار الجدل المحموم الذي فرضهُ قرار تنحية الناخب الوطني فوزي البنزرتي من على دفّة تسيير المقاليد الفنية لفريق النسور، بُعيد فترةٍ وجيزة لم يعمّر فيها شيخ المدرّبين التونسيّين طويلاً، لتتواصل رحلة زملاء القائد وهبي الخزري نحوَ خوض غمار مسابقة كأس أفريقيا مطلع صيف العام المقبل في ياوندي الكاميرونيّة، وهي لَعمري بطولةٌ اعتدنا التواجد في منافساتها بأقلّ جهد ودون تعقيدات منذ دورات متتالية.

وتسود حالةٌ من التوجُّس لدى نسبة كبيرة من الفئات الجماهيريّة المُناصرة للنخبة الوطنية والمتيّمة بعشق ألوانها، لاسيّما وأنَّ الجامعة التونسية أو بالأحرى مُهندسها الأوّل، وديع الجريء، قام في ظرف زمني لم يتعدَّ الـ4 أشهرٍ بالتعويل على خدمات ثلاثة مدرّبين إذا أضفنا لهم نبيل معلول الذي آثر إنهاء علاقته التعاقديّة وتغيير بوصلته إلى الخليج العربي، بعد تجربة متواضعة للغاية في مونديال روسيا الأخير...

قراراتٌ ارتجالية تفتقد الرّصانة وحسن التدبير اعتبرها محلّلون أنّها بمثابة من يخبط خبط عشواء، وأكّدوا أنّها قد ترجع بالوبال على سُمعة وقيمة المنتخب التونسي الإدارية والفنيّة، خاصّة وأنّ صدى الكواليس وما يدور من أسرار يحفّها الغموض بين الفاعلين داخل مقرّ جامعة الكُرة يَلوح غير مُطمئنٍ ولا يُبشِّر، إذا ما استعنّا بالتصريحات النارية التي أطلقها فوزي البنزرتي بخصوص عنجهيّة الجريء و"تواطُئ" بعضٍ آخر من أعضادهِ ونفوذ بعض اللّاعبين، وهي مؤشّراتٌ تثير الكثير من الحيرة والتساؤل عن السياسة العامّة المنتهجة من قِبل الإتحادية التونسيّة وما خفي كان أعظم على حدّ قول البعض!

وحتّى لا نُسرف من قلَمنا حبراً بلاَ فائدة ولَا جدوى، كما العشرات من مقالات الرأي والرؤى النقديّة لفطاحِل التحليل الرياضي والمختصّين في مجال كرة القدم، أضمّ صوتي إلى حناجر الجماهير المنادية بضرورة "التسريع وعدم التسرّع" في جلب إطارٍ فنّي كُفء من الأسماء ذات التجربة والحِنكة على قاعدة مشروعٍ متوسّط أو طويل المدى، ولمَ لَا نعود بذاكرتنا إلى الوراء حيث صنعَ ذات فترة فرنسيّ إسمهُ روجي لومار ربيع المنتخب الوطني التونسي وقادهُ إلى نحت مسيرةٍ ورديّة ناصعة تُدرَّس ويُقتدى بها كنموذجٍ للنجاح...

فقط، ضَعوا حساباتكم الشخصيّة جانباً واعملوا على إعلاء النجمة والهلال يا مَن ائتمناكُم على مَصير أجيال.

ماهر العوني